لماذا يفشل 95 بالمئة في ميدان التجارة الإلكترونية والتسويق الإلكتروني؟
وما المشكلة التي يقعه فيها معظم المبتدئين وحتى المتمرسين؟
دعوني أولا قبل الإجابة على هاته الأسئلة بالتفصيل، دعوني أشرح قليلا ميدان التجارة الإلكترونية والعمل عبر الأنترنت عموما.. بعد كل هاته التجربة التي اكتسبتها من خلال العمل عبر الأنترنت، وجدت أنه يشبه إلى حد كبير رياضة ركوب الأمواج، فالأمواج هي العمل بالأنترنت، وأنا وأنتم هم ممارسون لرياضة ركوب الأمواج.. وكل واحد منا سيجد طريقة لممارسة هاته الرياضة.. فهناك من سيتجرأ من الوهلة الأولى ويصارع الأمواج بمفرده فقط حماسته هي من تقوده... وهناك من سيقتني بعض الأدوات التي ستبقيه فوق اللوح دون أن يقع ودون أن يفقد السيطرة.. وهناك من سيتجه صوب مدرب متمرس وبطل سابق في رياضة ركوب الأمواج.. ويعلمه الأساسيات ومختلف المهارات ويصنع منه بطلا في ركوب الأمواج والسباحة... تختلف الطرق لكن النتيجة واحدة.. نجاح باهر.. أو خسارة ملعونة.. أتركك تتخيل القصة.. ومن دون أدنى شك، وما دمت تقرأ هاته الأسطر إلا وقد وجدت نفسك تسلك واحدة من هاته الطرق..
نعم عزيزي، فهناك من قاده حماسه وشغفه للميدان، فصارع وقاوم وحده.. يبحث هنا وهناك عن الحل والحلول.. وموقع يحمله لموقع آخر، ومدونة إلى مدونة أخرى.. ومن فيديو إلى فيديو آخر.. ليصبح في آخر المطاف محترفا متمرسا متمكنا.. أو خاسرا مفلسا يلعن الويب والاشتغال في الويب...
وهناك من اشترى برامج وأدوات وحتى خدمات لتقوم مقامه وتحفظ له تجارته ومشاريعه.. فكان كذلك محترفا متمرسا متمكنا.. أو خاسرا مفلسا يلعن الويب والاشتغال في الويب..
وهناك من توجه صوب أحد المدربين أو التحق بإحدى الدورات التكوينية بالمجال، وامتلأت عيناه أملا ولهفة لما وجده من تطمينات وتأكيدات بأنها تجارة لن تبور.. فكان في آخر المطاف محترفا متمرسا متمكنا.. أو خاسرا مفلسا يلعن المدربين والويب والاشتغال بالويب...
فما السر وراء نجاح أو خسارة تجارتنا الإلكترونية؟
بعد كل تلك القصة، والتي أتمنى ألا أكون قد أطلت فيها، أردت أن أقنعك بأمر واحد، هو أن الطريقة التي ستشتغل بها ليست السبيل الوحيد لك لنجاح تجارتك.. ربما ستضعك بالصورة.. وتجعلك تفهم أساسيات العمل.. لكن لن تحميك من تجربة الفشل لا قدر الله.. ويلزمك أن تكون مستعدا مليون بالمئة للخسارة وللفشل.. أكثر من استعدادك للنجاح والثروة..
أهم الناجحين في الويب هم من تقبلوا الخسارة وقبلوا بها، فاستمروا بنفس الحماس وبنفس الجهد، رغم ندرة الموارد وقلة المداخيل..
شعارهم هو لابد أن أنجح.. لابد أن أنجح.. لابد أن أنجح...
وحتى أكون عمليا سأضع لك المشكلات الثلاث التي يقع فيها المبتدؤون والتي من دون إتقانها لم ينجح المحترفون:
- اعرف زبائنك..
- اعرف مكانك..
- اعرف زمانك..
- اعرف زبائنك: قليلون هم من يركزون على هاته النقطة، فتجدهم يريدون بيع العجلة لم لا يمتلك السيارة.. أو بيع لعب الأطفال لكبار السن... تخيلت معي الموقف.. كل منتج أو خدمة أخي العزيز لها جمهور معين، لها فئة معينة تستطيع اقتناءها واستخدامها.. فابحث عنها وتعرف عليها قبل أي عملية بيع أو تسويق..
- اعرف مكانك: الفرق بيننا وبين العلامات التجارية الكبرى، هي أننا لا نستطيع كسب ثقة الزبائن بسهولة، ويلزمنا شهورا وحتى أعواما، لنكسب ثقة بعض الزبناء.. عكس العلامات التجارية الكبرى، التي ليست في حاجة إلى تأكيد أو كسب للثقة.. الكل يثق فيها ثقة شبه عمياء.. فحاول قدر الإمكان جعل تجارتك، علامة تجارية محترمة تكون محط ثقة لدى الزبناء..
- اعرف زمانك: لكل منا زمن يعتبر زمنه الذهبي وعصره الذهبي، كذلك تجارتك مهما كانت صغيرة، لها زمان محدد ستبرز فيه وتشرق، وتصبح حديث الساعة بامتياز.. فدع مشروعك يعرف زمانه الذهبي ولا تكن متسرعا.. دع مشروعك ينضج مع مرور الوقت.. فنجاحك أكاد أراه يختبئ وراء رغبتك الملحة في الانسحاب.. اعرف زمانك وثق في نفسك.. ولك في تاريخ الشركات والقادة الناجحين الدروس والعبر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
إضافة تعليق :
لن يتم إظهار أو نشر أو مشاركة إيميلكم..