الخميس، 26 يوليو 2018

نحو تحقيق استقلالك المالي : أب غني.. أب فقير

نحو تحقيق استقلالك المالي : 

كتير من الناس يقضون معظم يومهم في العمل، يشتغلون و يكدون كثيرا وكثيرا و كثيرا.. من أجل راتب شهري و من أجل مكافآت سنوية، و بين هذا و هذا، تراهم يضحون بعائلاتهم و أوقاتهم،  حتى يكونوا محط إعجاب و تقدير من زملائهم..
 ومدرائهم. و خصوصا خصوصا مدرائهم.. و تمضي السنين على هذا الحال بين تضحية وتعب و نفوس راضية و أخرى ساخطة، إلى أن نجدهم في حالة من الإحباط الشديد، بعدما أدركوا أن المرتبات الشهرية، و المكافآت السنوية، لا تساوي شيئا أمام ما قدموه من جهد و تعب في سبيل هذا العمل... 

أسرتنا ضحت بكثير من المال من أجل تعليمنا، و من أجل أن نصل إلى أعلى درجات التحصيل العلمي، الذي يخول لنا وظيفة أو مهنة بمرتب مالي جيد، يضمن لنا حياة كريمة، و مستوى إجتماعي مثالي.. لكن ما إن نصل إلى هذا المبتغى، حتى نفاجأ بواقع مختلف جدا، و نصطدم بظروف لا ترحم، و رغم الوظيفة المحترمة، و المرتب الجيد، نشعر بعدم الأمان، نشعر بخوف شديد يلاحق  يومنا، و يقتل فرحتنا بغذ أفضل.. نشتغل لشيء واحد و وحيد، سداد ما علينا من فواتير و وضرائب و مصاريف و ديون، إنها حلقة مغلقة ندور فيها.. و نبقى فيها إلى ان ينتهي بنا الحال إلى مثوانا الأخير... بل الأمر و الاصعب هو أنه في الوقت الذي وجب علينا ترك إرث يسع الأولاد و يضمن لهم حياة كريمة.. نترك لهم ديونا و مصاريف لا بداية لها و لا نهاية.. أنهكتنا حتى الموت، و هي في طريقها لإنهاكهم من بعدنا.... 

لذلك وجب علينا التوقف عن هذه الطريقة في التربية، و أن ننبذهانبذا.. و نفكر في طرق جديدة نربي بها أطفالنا و الأجيال القادمة.، تربية تعلمهم معنى المال، و كيفية إدارته، و كيف يمكننا جعله يشتغل تحت إمرتنا، و لا نشتغل كعبيد عنده..
إن الاستقلال المالي، ليس امرا صعبا و ليس حكرا على فئة معينة من الناس، بل هو اسلوب حياة، يستطيع كل واحد منا اتباعه، شريطة أن يتقن بعض الأمور، و يحقق بعض الشروط، و هذا ما ينتناوله في هذا بقية هذا المقال، و في مقالات مقبلة بحول الله... 

الاب الغني الاب الفقير

الأب الغني.. الأب الفقير


أولا و قبل أي شيء، يجب أن أقتنع بأن المسؤول الوحيد على نجاحي هو عقلي، فكلما كان عقلي متمسكا مؤمنا بأنني قادر على النجاح، كلما وجدت الطريق معبدة أمامي لأحقق أهدافي المنشودة... 

1 - المعرفة 
لكي نصل إلى الإستقلال المالي، فأهم خطوة يجب البدء بها، هي المعرفة، يجب على اكتساب علم جديد، و مهارات جديدة.. لكي استعين بها في رحلة البحث عن الإستقلال المالي.

2 - ابحث عن الحل و دع عنك المشكلة :  

إن الشكوى، لن تحل المشكلة، بل ستزيدها تعقيدا، و النبش في المشكلة، يرهقنا نفسيا و يعذبنا، لذلك، في الوقت الذي سأشتكي منه من مشكلة صادفتني، سأقوم بالبحث عن سبب هذه المشكلة و اصلها، حتى أجد لها حلا، و كن على يقين ستجد لها حلا... كثيرا ما نسمع شكاوي من قبيل : مرتبي ينتهي في الأسبوع الأول من الشهر.. و لا نسمع : لماذا مرتبي ينتهي بهذه السرعة ؟ ما السبب ؟
مدير شركة كبيرة، يشتكي من نفس شكوى الموظف العادي، مرتبي لا يكفيني، مرتبي قليل,, مرتبي لا يغطي المصاريف..  
في نظرك، ما هو المرتب الكبير الذي يحلم به كل موظف و كل مدير شركة؟ 30000 درهم؟ 40000 درهم؟ 50000؟ 100000 درهم؟

نحو الإستقلال المالي

دعني أقول لك، إن المرتب الكبير لا يقاس بقيمته .. بل يقاس بما غطاه من مصاريف و احتفظ به من مدخرات.. فإن كان مرتب مدير الشركة 30000 درهم، يستطيع به دفع مصاريف بيته و سيارته و حاجياته و ما عليه من فواتير و ضرائب، و لا يتبقى منه درهم واحد، فهذا ليس بمرتب كبير، و يمكن اعتبار صاحبه فقير.. فاي فرق بينه و بين من يتقاضى 2000 درهم، و هو يغطي كافة احتياجاته و مصاريفه..  و ما الفرق بينهما وبين من له 20 سنة خبرة و عمل... لا فرق ؟؟؟

نحو الإستقلال المالي


إن هذه الحياة، عبارة عن مراحل يصلها الواحد منا.. و كل مرحلة لها نجاحاتها و ترقياتها و مرتباتها.. لكن لها كذلك مصاريفها و ضرائبها.. يرتقي الراتب فترتقي المصاريف أعلى منه.. و كلما نجحنا مهنيا، فشلنا في سباقنا مع الظروف اليومية و مشاكلها المالية.. إنه سباق بدون توقف في مدار مغلق.. لا نخرج منه إلا منهكين.. و إن صح التعبير فهو أشبه بعجلة الفئران.. RAT RACE 

نحو تحقيق الإستقلال المالي
إن قيمة المرتب الشهري لم تكن في الحقيقة حلا لمشاكلنا، كما أنها ليست العصا السحرية التي تحقق رغباتنا و طلباتنا، بل أدركنا أنها عصا من نار تجلدنا بلا شفقة... 

نحو الإستقلال المالي




في مناهجنا التعليمية، لم نتعلم كيف ندبر المال، كيف نسير المال، كل ما تعلمناه، أنه يجب علينا النجاح بأعلى المعدلات، حتى نلج لأرقى الجامعات و أعلى المدارس، لنتخرج بعدها، نحو أحسن الوظائف و أرقى المهن.. و للأسف ليست مدارسنا التي تعلمنا هذا، بل حتى تربيتنا في البيت، تسير على نفس النهج، فأصبحنا أجيالا لا تدرك ما هو المال.. و لا كيف يمكننا استعماله.. تعلمنا و تربينا على كتابة سيرة ذاتية جيدة مقنعة حتى نحصل على وظيفة، و لم نتعلم كتابة فكرة مشروع نصنع من خلاله الوظائف.. دائما ما كان الحديث عن المال، كشيء نحتاج للموت و العذاب لكسبه، و لم نتحدث مرة عن أن المال يمكنه أن يكون عبدا تحت تصرفنا.. و خادما مطيعا لأوامرنا..آباؤنا اعتادوا على كلمة لا يمكنني أن نشتري لك هذا الشي.. في الوقت الذي كان بالإمكان أن يقولوا لنا سأجد حلا لأشتري لك هذا.. في كل مرة كانوا يأمرون عقلهم بالتوقف عن التفكير بالحل.. مع مثل هذه العبارات.. لم يعلموا أن هذا العقل يستطيع إيجاد حل لكل مشكلة، و إيجاد فرصة في كل صعوبة.. هذه المعجزة الربانية التي لم و لن يصل لها العلم مهما تقدم و أبدع... 
كان هذا المقال الأول من سلسلة مقالات اقتبستها من قراءتي لكتاب أب غني.. أب فقير.. شاركني استنتاجاتك.. اقتراحاتك.. أفكارك.. حول هذا الكتاب.. و حول موضوع الإستقلال المالي... مرحبا بك داما و أبدا.. متمنايتي لك بالنجاح و التوفيق و المال الوفير...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إضافة تعليق :

لن يتم إظهار أو نشر أو مشاركة إيميلكم..